برأ الطب الشرعى الدكتوره بسمه صقر مدرس واستشاري أمراض النساء والتوليد بكلية الطب ومستشفى بنها الجامعي من تهمة القتل الخطأ فى قضية المهندسه ريهام .
وجاء بيان الطبيب الشرعى لينهى حالة الجدل الكبير حول تلك القضيه
وقامت الدكتوره بسمه صقر بنشر بيان توضيحى كامل عقب ظهور شهادة الطب الشرعى وذكرت فيه
الحمد لله رب العالمين..
بعد مرور تسعة أشهر كاملة، ظهر تقرير الطب الشرعي في حالة المتوفاة ريهام -رحمها اللّه- ونفى التقرير حدوث أي خطأ مهني أثناء ولادة الحالة كما نفى حدوث أي إهمال أو تقصير في التعامل مع المضاعفات التي حدثت لها بعد الولادة، وأن كل الإجراءات التي قمت باتباعها وتحويلها إلى مستشفى بنها الجامعي، وكل ما تم لها من إجراءات داخل المستشفى كان يسير وفقا للقواعد والأصول المهنية والعلمية..
فأنا والحمد لله أقوم بعملي كله طبياً و جراحياً حسب الأصول العلمية، وحالاتي والحمد لله – ما بين ولادة أو استئصال أورام، أو حالات عقم أو حقن مجهري – معظمهم من الأطباء والمهندسين ومن أعلى درجات الثقافة والعلم والنضج…
فقد كنت والحمد لله من أوائل الثانوية العامة، ثم حصلت على المركز الثاني على الدفعة في بكالوريوس الطب والجراحة بتقدير عام امتياز مع مرتبة الشرف، وحصلت بعدها على الماجستير في أمراض النساء والتوليد ثم منحت درجة الدكتوراة في النساء والتوليد ..
أشغل حالياً وظيفة مدرس واستشاري أمراض النساء والتوليد بكلية الطب ومستشفى بنها الجامعي، وأقوم بالإشراف على العديد من الرسائل العلمية لطلبة الماجستير والدكتوراه.. كما أقوم الآن بنشر أبحاثي العلمية في مجال النساء والتوليد وعلاج العقم في العديد من المجلات العلمية والدولية…
و التفسير العلمي لما حدث للحالة هو حدوث نزيف رحمي بعد ساعة ونصف من الولادة ناتج عن حدوث ارتخاء مفاجئ في الرحم
( Atonic postpartum hemorrhage) والذي يعد السبب الرئيسي للوفاة أثناء الولادة في جميع أنحاء العالم.. تؤدي هذه الحالة إلى حدوث درجة سيولة شديدة بالدم (DIC) وقصور مفاجئ في عضلة القلب وتدهور الحالة الصحية بطريقة مفاجئة وسريعة و هو ما حدث للحالة حين توقف النبض الطرفي لها في أقل من نصف ساعة من حدوث النزيف وهو ما لا يحدث أبداً في الحالات العادية مهما بلغت حدة النزيف. ويصاحبه حدوث نزيف دموي من فتحة البول، وهو ما دعاني لتحويل الحالة (لأول مرة في تاريخي المهني) لسرعة نقل دم طازج غير محفوظ وعمل تحاليل لجميع أجهزة الجسم والتي أكدت فور ظهورها حالة السيولة الشديدة التي عانت منها الحالة..
اتجهتُ معها فوراً إلى الجامعة وكنتُ أحد أفراد فريق العمليات مع الأطباء النوبتجيين.
إن ما منعني من الرد أثناء التطاول الذي حدث هو احترامي لنفسي و عائلتي، واحترامي لتاريخي العلمي وكوني قدوة لكثير من الأطباء ولطلبتي من طلبة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه… ولن أقوم بالتطاول على من أساءوا إلي ّ ولم يتحققوا من الأمر و ليس لديهم أي حصيلة علمية تؤهلهم للرد وإنما كان اندفاعهم موجها ً بالعاطفة نحو زميلهم طبيب الامتياز..
وأذكر هؤلاء بقول اللّه تعالى : « يَا أَيُهَا الذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُم فَاسِقٌ بِنَبأٍ فَتَبَيّنوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُم نَادِمِين».
لقد تناسى الطبيب زوج الحالة كل المعلومات والخطوات التي شرحتها له بصفته طبيب عناية مركزة – عندما انتحل هذه الوظيفة وهو يعرّف نفسه لي قبل الولادة لأسمح له بالدخول معي إلى غرفة العمليات و حضور الولادة – ثم علمت فيما بعد أنه طبيب امتياز ولا علم له بالأصول العلمية للولادة الطبيعية أو العقاقير التي يتم إعطاؤها أثناء الولادة..
وإن كنتُ سيدي الفاضل قد سمحتُ لك بدخول غرفة العمليات معي أثناء الولادة، فما هو إلا لأني أثق بنفسي وبعلمي و أراعي الله تعالى في كل عملي، ولولا هذا لما سمحتُ لك ولغيرك بالدخول كما قد يفعل الكثير من الأطباء..
إنني لم أعلق في بداية الأحداث على تعليقات زوج الحالة وأقاربه وأصدقائه تقديرا مني لحالتهم النفسية لما ألمَّ بهم، وفضَّلتُ انتظار ظهور الحقيقة للجميع كاملة… ولكن تطور الكلام بذلك الشكل الذي تعدى كل الأصول والآداب العامة، والافتراءات الكاذبة واختلاق الأكاذيب حول ماحدث أثناء الولادة ، يدفعني حالياً ألا أتنازل عن رفع دعاوى قضائية في المرحلة القادمة على كل من اتهمني كذباً أو تطاول عليَّ، سواءاً من الأشخاص أو الصفحات أو المواقع على الفيسبوك، وسأطالب بالتعويض و غلق حساباتهم على الفيسبوك نهائياً ..
رحم الله السيدة المتوفاة وأسكنها فسيح جناته ، و ألهم أهلها الصبر، و رزق المولودة الحياة الكريمة بإذن الله..
و للطبيب زوج المتوفية أقول: لقد افتريتَ عليَّ الأكاذيب و قمتَ بتوجيه اتهامات زائفة، كما ادعيتَ أنني تقاضيتُ منك مبلغاً كبيراً من المال، وأنت في الحقيقة لم تدفع جنيهاً واحداً وأنت تعلم جيداً كذب ادعاءاتِك..
أود أن أذَكِّرك بأنه إن كانت محكمة الأرض قد حكمت لصالحي وهو ما كنت أثق فيه تماماً، فأنا لن أكتفي بها، بل ما زال بيني وبينك محكمة السماء في يومٍ سيقضي فيه بيني وبينك رب العالمين، وسأظل حتى النهاية أترقب عدالة السماء