شهد العالم الغربي نهضة عظيمة خلال السنوات الأخيرة، وحققت الدول الأوروبية الكثير من الانجازات التي جعلتها تسيطر على العالم كله، حيث أصبحت أوروبا رمز للتقدم والتطور والازدهار، ويرجع الفضل في ذلك إلى التكنولوجيا، التي أحدثت ثورة كبيرة في كافة المجالات، وجعلت العالم يبدو وكأنه قرية صغيرة، فلم يعد هناك حدود ولا مسافات بين الأشخاص والدول، الأمر الذي ساعد على تقدم دول الغرب.
على النقيض، شهدت دول منطقة الشرق الأوسط الكثير من الأزمات من ثورات واحتجاجات وحروب أهلية، الأمر الذي تسبب في انهيار اقتصاد معظم الدول وعودة البطالة، إلا أن الأمور بدأت تستقر حاليا، وعادت الحياة مرة إلى مجراها الطبيعي، وبدأ رجال الأعمال العرب في بناء مشروعات جديدة من أجل إنعاش الحياة الاقتصادية، وبالفعل نجحوا في ذلك وانتعش اقتصاد بعض الدول، إلا أن النهضة لن تكتمل دون البدء في استخدام التكنولوجيا المتطورة وإدخالها في الحياة الاقتصادية، حتى نتمكن من إحداث طفرة كبيرة، لذلك يجب علينا البقاء على اتصال مستمر بالعالم الغربي، باعتباره أصل التكنولوجيا وحتى نستفيد من الإنجازات التي حققها.
كيف يمكن لرجال الأعمال العرب التواصل مع الغرب؟
يجب على رجال أعمال الشرق الأوسط أن يدركوا جيدا الفوائد الكبيرة التي ستعود عليهم وعلى بلادهم في حالة التواصل مع الدول الأوروبية والتعاون معهم، ويمكن تحقيق ذلك من خلال عدة طرق أبرزها:-
– اتفاقيات تعاون مشترك مع الغرب
مثل هذه الاتفاقيات تمكنا من تحقيق الكثير من المشروعات بأقل تكلفة وبجهد بسيط، وذلك بسبب اعتمادهم على الأجهزة والمعدات المتطورة التي تساعد الإنسان بصورة كبيرة، وتعطيه فرصة أكبر للتفكير والتطوير،لذا يجب على رجال الأعمال العرب عقد المزيد من تلك الاتفاقيات مع رجال أعمال غربيين، خاصة بعد انتعاش الحالة الاقتصادية في دول الشرق الأوسط، ورغبة الكثير من الدول الغربية في استثمار أموالها هناك.
– إنشاء مشروعات استثمارية مشتركة
تعتبر منطقة الشرق الأوسط من أهم وأبرز المناطق في العالم كله، لذا يتصارع الجميع من أجل إنشاء مشروعات استثمارية في المنطقة، ويجب علينا استغلال هذا بشكل كبير، من خلال توفير كافة التسهيلات للمستثمر الغربي، حتى يتمكن من إنشاء المزيد من المشروعات، حيث إن تلك المشروعات تحقق الكثير من الفوائد للمنطقة العربية، كما أنها تجعلنا على اتصال دائم بالعالم الغربي.
– تنظيم معارض ومؤتمرات مشتركة
تعتبر المؤتمرات والمعارض من أهم الطرق التي تمكنا من الإطلاع على أحدث التطورات التي شهدتها الدول الأوروبية، حيث إن تلك الدول تعمل على تسليط الضوء على إنجازاتها والنجاحات التي حققتها، وبالتالي فإن تنظيم مؤتمرات ومعارض مشتركة سيسهل علينا الكثير وسيمكننا من الانفتاح على العالم الغربي.
– توفير عمالة بشرية متميزة
يعتبر العامل البشري أهم عنصر في نجاح المشروعات، لذا تهتم الدول الأوروبية كثير بالعنصر البشري وتعمل دائما على تكوين عناصر بشرية ذات كفاءة قادرة على التطوير وتحقيق المزيد والمزيد من النجاحات، لذا يجب على رجال الأعمال العرب رفع كفاءة العنصر البشري،حيث يكون قادر على التعامل مع عقلية تلك الدول المتقدمة.
في حالة نجاح رجال الأعمال في التواصل مع العالم الغربي من خلال تلك الطرق، سيصبح العالم العربي في تقدم وازدهار، وستنتعش الحياة الاقتصادية والتجارية، وسنقضي على العديد من المشاكل التي تواجه الدول العربية من فقر وبطالة وسكن وتعليم، كما أننا سنبني حضارة كبيرة يتحدث عنها العالم كله، خاصة أن منطقة الشرق الأوسط من أغنى المناطق، فهي تحتوي على الكثير من الموارد الطبيعية من فحم وغاز وبترول، كما أنها من أفضل المناطق الزراعية الخصبة، بالإضافة إلى العنصر البشري القادر على القيام بالكثير من المهام، ولكنا كل ما ينقصنا هو التعلم من الغرب والوصول إلى الثورة التكنولوجيا التي وصلوا إليها، وحتما سنتمكن من الوصول إليها في حالة التقرب منهم.
بدأ رجال الأعمال العرب في تنفيذ الكثير من المشروعات المشتركة مع الغرب، ووقعوا العديد من الاتفاقيات وكان رجال الأعمال العربي فهد الرجعان من أهم رجال الأعمال الذين نفذوا مشروعات عديدة مع الجانب الغربي وكان على تواصل دائم بهم.
أصبحنا نعيش في عالم متكامل، كل منا يحتاج الآخر، وهذا ما يجب على رجال الأعمال العرب أن يفهموه جيدا، فنحن بحاجة إلى التكنولوجيا والأساليب الحديثة التي يعتمدوا عليها، وهم بحاجة إلى العمالة البشرية الهائلة الموجودة لدينا، ولا يمكن لأي دولة أن تقيم نهضة دون الإنسان أو التكنولوجيا.
