كلمة وزير الأوقاف نقدم لكم نص كلمة الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف والتى ألقاها اليوم خلال الإحتفال بالمولد النبوى الشريف بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى والمهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء ود.أحمد الطيب شيخ الأزهر وعدد من الوزراء والعلماء والسفراء.
كلمة وزير الأوقاف
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدين
سيادةَ الرئيس / عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية
معالى المهندس / شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء
فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب شيخ الأزهر
السادة الوزراء والعلماء والسفراء
الحفل الكريم
كلمة وزير الأوقاف يطيب لى أن أهنئ حضراتكم جميعا والشعب المصرى كله والأمتين العربية والإسلامية والمسلمين فى جميع أنحاء العالم بل والإنسانية جمعاء بذكرى مولد الحبيب محمد (صلى الله عليه وسلم) بل بذكرى ميلاد الرسولين الأخوين محمد وعيسى عليهما السلام.
وبهذه المناسبة نؤكد للعالم كله أن الإسلام دين رحمة وأمن وسلام يرسخ أسس التعايش السلمى بين البشر جميعا يحقن الدماء كل الدماء ويحفظ الأموال كل الأموال على أسس إنسانية خالصة دون تفرقة بين الناس على أساس الدين أو اللون أو الجنس أو العرق.
فكل الأنفس حرام وكل الأعراض مصانة وكل الأموال محفوظة وكل الأمانات مؤداة لأهلها وبلا أى إستثناءات وهذا نبينا (صلى الله عليه وسلم) عند هجرته إلى المدينة يترك على بن أبى طالب بمكة ليرد الأمانات إلى من آذوه وأخرجوه وجردوا كثيرا من أصحابه من أموالهم وممتلكاتهم.
كلمة وزير الأوقاف ويوم الطائف عندما سلطوا عليه عبيدهم وصبيانهم يرمونه بالحجارة حتى سال الدم من قدميه الشريفتين وجاءه ملك الجبال يقول : “يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَأَنَا مَلك الْجِبَالِ وَقَدْ بَعَثَنِى رَبُّكَ إِلَيْكَ لِتَأْمُرَنِى بِأَمْرِكَ فإِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمْ الْأَخْشَبَيْنِ” (وهما جبلان بمكة) فَقَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : “بَلْ أقول : اللهم اهد قومى فإنهم لا يعلمون ، إنى لأَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يقول لا إله إلا الله ” ، ويوم أن دخل مكة فاتحًا منتصرًا قال لمن آذوه وأخرجوه وحاولوا قتله : ” يَا أَهْلً مَكَّةَ مَا تظنون أَنِّى فاعل بِكُمْ؟ ، قَالُوا : خَيْرًا أَخٌ كَرِيمٌ وَابْنُ أَخٍ كَرِيمٍ ، قَالَ : اذْهَبُوا فَأَنْتُمُ الطُّلَقَاءُ ” ، “ولمّا قِيلَ : ادْعُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ، قَالَ : “إِنِّى لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا ، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً “.
فالإسلام دين رحمة وسلام للعالم كله ، ولا يوجد فى الإسلام قتل على المعتقد قط ، فعندما رأى النبى (صلى الله عليه وسلم) امرأة كافرة مقتولة فى ساحة القتال ، قال (صلى الله عليه وسلم) : ” من قتلها ؟ مَا كَانَتْ هَذِهِ لِتُقَاتِلَ ” بما يؤكد أن القتل ليس مقابلا للكفر إنما يكون القتال لدفع العدوان فلا إكراه فى الدين ولا فظاظة فى القول يقول الحق سبحانه لنبينا : ” وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ” وعندما خاطب القرآن الكريم الكفار على لسان نبينا (صلى الله عليه وسلم) ولسان أصحابه قال : ” وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِى ضَلَالٍ مُبِينٍ ” ولم يقل : نحن على هدى وأنتم فى ضلال مبين بما يعرف لدى علماء البلاغة بأسلوب الإنصاف لقد أمر الإسلام بالقول الحسن فقال سبحانه : ” وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ” ، للناس كل الناس ، بل قولوا : التى هى أحسن ، ” وَقُلْ لِعِبَادِى يَقُولُوا الَّتِى هِى أَحْسَنُ ” ، وافعلوا التى أحسن ، “وَلا تَسْتَوِى الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِى هِى أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِى حَمِيمٌ” ، هذا هو نبينا وهذه هى أخلاق من قال : “بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” .
كلمة وزير الأوقاف سيادة الرئيس : من منطلق حديث نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” لَا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ ” وقوله (صلى الله عليه وسلم) : ” مَنْ أسدى إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ ، فَإِنْ لَمْ تستطيعوا فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تعلموا أن قَدْ كَافَأْتُمُوهُ” يطيب لى أن أتقدم باسمى وباسم جميع أئمة وقيادات الأوقاف بخالص الشكر والتقدير لسيادتكم لما وجهتم به من تحسين الأحوال المادية للأئمة حتى يتمكنوا من أداء رسالتهم على الوجه الأكمل فتم الوفاء بما وجهتم وها نحن بدورنا نعاهد الله (عز وجل) ونعاهد سيادتكم والأمة كلها أن نبذل أقصى ما فى طاقتنا ووسعنا لخدمة ديننا ووطننا والعمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة.
ونشر الفكر الإسلامى الوسطى السمح الذى يبرز الوجه الحضارى الحقيقى لديننا العظيم ، وفى سبيل ذلك سنكثف برامج التدريب ولا سيما فى مجالات : تصحيح المفاهيم الخاطئة ونشر القيم الأخلاقية الفاضلة ودراسة اللغات المختلفة والتمكن من وسائل التواصل الحديثة والعصرية وتوسيع نطاق الترجمة والنشر وقد قطعنا فى سبيل ذلك خطوات نعمل على تنميتها.
كلمة وزير الأوقاف من أهمها : تأهيل عدد كبير من الأئمة المتميزين للإيفاد للخارج وأطلقنا عدة صفحات على مواقع التواصل بلغات مختلفة بلغت سبع عشرة لغة لمواجهة التطرف ونشر الفكر الإسلامى الصحيح ونشرنا ترجمة معانى القرآن الكريم بخمس لغات هى : الإنجليزية والفرنسية والألمانية والأسبانية والصينية وهناك خمس ترجمات أخرى فى إطار الإعداد النهائى للنشر إضافة إلى ترجمة خطبة الجمعة الموحدة بأكثر من لغة وسنفتتح خلال أسابيع بإذن الله تعالى أكاديمية الأوقاف لتدريب الأئمة وإعداد المدربين وقد تلقينا طلبات عدد من الدول لتدريب أئمتها سواء داخل مصر أم خارجها.
ونؤكد أن شغلنا الشاغل فى المرحلة المقبلة هو تفنيد الأفكار الضالة وتفكيك الفكر المتطرف وبيان زيفه وزيغه وضلاله وإضلاله وفساده وإفساده من جهة وبيان جوانب العظمة التشريعية والعلمية والفكرية والأخلاقية لديننا الإسلامى السمح من جهة أخرى لنؤكد للعالم كله أن ديننا السمح يرسخ أسس التعايش السلمى بين البشر جميعا كما يرسخ أسس المواطنة الكاملة وعدم التمييز بين الناس فى شئون حياتهم على أساس الدين أو اللون أو الجنس أو العرق.
كلمة وزير الأوقاف واسمحوا لى سيادة الرئيس أن أقدم لسيادتكم واحدة من أهم موسوعات وإصدارات المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف وهى موسوعة الحضارة الإسلامية وكل عام وسيادتكم بخير.